القصور الإسلامية في الأردن
قصر الحلابات في الزرقاء والموقر موطن الخليفة يزيد بن عبد الملك والخرانة وعمره وعين السل والطوبة وبرقع وحمام السراج وقصر الأزرق الأيوبي الذي بناه القائد الإسلامي عز الدين أيبك
تنتشر في الأراضي الأردنية الكثير من القصور الإسلامية، وأكثرها يجسّد الطابع الأموي، إذ اهتموا بها بناءً وترميماً، وقد يتبادر إلى الأذهان أنها جميعاً بنيت بقصد اللهو والصيد فقط، وهذا إجحاف؛ لأن أكثر هذه القصور بلا شك كانت مصممة لتستخدم كحصون دفاعية، ومحطات استراحة وتزوّد بالماء والمؤن؛ لوقوعها على طريق الحج والتجارة من وإلى بلاد الشام والحجاز، وتدل آبار تخزين المياه المنتشرة على أن هناك أهدافاً زراعية؛ لاستصلاح الأراضي وزراعتها، ومما لا ينكر أن بعض الرسومات الجدارية على بعض هذه القصور يدل على اللهو، إلا أنها قد تكون دخيلة، والخلاصة أنها تنقسم إلى نوعين، فمنها ما كان يستخدم للإقامة في رحلات الصيد التي كان يقوم بها الخلفاء الأمويون، ومنها ما كان يستخدم كمقر لخدمة الحجاج وقوافل التجارة وحمايتها أثناء استراحتها على الطريق الطويل، وبعض هذه القصور في الزرقاء، وغالبها في الجنوب الشرقي لعمان؛ وأهمها:
أولاً: قصر الحلابات في الزرقاء:
يقع على بعد 25 كيلومتراً من مدينة الزرقاء، فوق تلة على ارتفاع 640م، وأقيم عند الركن الجنوبي الشرقي للقصر مسجد، وتدل الشواهد الأثرية على أن أصل بنائه قصر الحلابات كان نبطياً، أما آثاره الظاهرة فتعود إلى العصر الروماني، حيث بنيت مع قلاع أخرى لضمان حماية الطرق الشرقية، وتوجد بضع كتل من الحجارة نحتت عليها، رسوم أشكال وزهور، والقصر مزين بالفسيفساء والرسومات وفيه نقوش مكتوبة باليونانية تعود للعصر البيزنطي.
ثانيا : الموقر موطن الخليفة يزيد بن عبد الملك:
تقع الموقر في الجهة الجنوبية الشرقية من عمان، وتبعد عنها حوالي (30) كم؛ ولأهميتها التاريخية أخذت الموقر اسمها؛ إذ لفظ الموقر مأخوذ من التوقير والتبجيل أو التعظيم؛ فقد سكنها الخليفة يزيد بن عبد الملك، في بداية القرن الثاني الهجري؛ فتنادى الناس بلفظ الموقر، وسمي المكان به.
تعتبر من المواقع الأثرية التي تؤرخ إلى فترات متكررة منذ العصر الحجري، وحظيت المنطقة سابقاً بأهمية بالغة من النواحي الزراعية، تمثلت بإقامة قنوات المياه والبرك لتجميع مياه الأمطار، وذلك للاستفادة منها للأغراض الزراعية وتربية المواشي؛ فقد بلغت منطقة الموقر أوجه ازدهارها في الفترات الإسلامية، وخاصة الفترة الأموية، ولقد تغنّى الشعراء بالموقر وأهلها.
ثالثاً: قصر المشتى:
يبعد عن عمان ( ) إلى الجنوب الشرقي منها، ويتفق معظم الباحثون أن طراز البناء يعود إلى العهد الأموي، وهو قصر فسيح يتميز بالعقود والقناطر، ومن المؤكد أن هذا القصر لم يكتمل بناؤه وينسبه علماء الآثار إلى الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية التي لا تزال قائمة حتى الآن؛ ومن أجمل ما فيه من الناحية الفنية الزخارف المحفورة في الحجر الجيري في الواجهة الجنوبية، وكان ارتفاع هذه الواجهة ستة أمتار، وقد أهدى السلطان عبد الحميد سنة 1903 هذه الواجهة إلى القيصر غليوم، وفي سنة 1912 سمح لبعثة ألمانية أن تأخذ هذه الواجهة الأمامية منه، وأصبحت نواة القسم الشرقي للمتحف الإسلامي في برلين.
رابعا : قصر الخرانة:
يبعد هذا القصر الأموي عن عمان إلى الشرق 55 كم، بني سنة 92 هـ /710م في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو من أهم الآثار؛ إذ يعتبر من المباني التي لا تزال محتفظة بكامل بنائها إلى حد ما، وهو مربع الشكل يبلغ طوله35م، ويتكون من طابقين، ويتكون من 61 غرفة، ويتميز البناء بهندسته المعمارية التي تجعله شبيهاً بالقلعة، ويقوم في كل زاوية من زواياه برج دائري، وآخر نصف دائري يقع بين كل زاويتين.
خامساً: قصر عمره:
يبعد إلى الشرق من عمان بحوالي 85كم، وهو من الأبنية الأموية الجميلة، ويعتبر تحفه فنية معماريه إسلامية نادرة في قلب الصحراء؛ لاحتواء جدرانه الداخلية على رسومات، وعلى الأرضيات الفسيفسائية، ويضم أحد الحمامات، ويشتهر بقبته الرائعة وزخارفه الجميلة، والرسوم التي تمثل مشاهد من رحلات الصيد، ويتكون هذا البناء من قاعة رئيسية للاستقبال، وعلى جدران لملوك، وفي ساحته بئر ماء كان يتم رفع الماء منها بواسطة ساقية قديمة، وكان الماء ينساب في الممرات الفخارية تحت أرضية القصير لتدفئة البناء، وينسب هذا البناء إلى الوليد بن عبد الملك في الفترة الواقعة ما بين (86-96هـ)، إلا أن البعض الآخر بنسبة إلى الوليد بن يزيد.
سادساً: قصر عين السل:
يبعد عن الأزرق حوالي 1750 متراً باتجاه الشمال الشرقي، وهو أحد القصور الأموية؛ مربع الشكل.